Page 43 - web
P. 43
ISSUE No. 448 مهًًما في منطقة حوض المتوسط ،سواء للحلف الأطلسي أو
لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا.
مكافحة الإرهاب ..نجاحات مبهرة وتحديات متنامية
ويعزى هذا النجاح اللافت إلى اعتماد المملكة المغربية
على إستراتيجية مندمجة ومتعددة الأضلاع ،انصّّبت أسا ًًسا على رغم النجاحات الكبيرة التي حققها المغرب في مجال مكافحة
مراجعة وتحيين الإطار القانوني المجرم للإرهاب ولغسل الأموال، الإرهاب ،بسبب فعالية الإستراتيجية الوطنية المندمجة لمواجهة
وإعادة هيكلة الحقل الديني بمؤسسة الفتوى وتنظيم التعليم التطرف العنيف ،إلا أن التهديدات والتحديات الإرهابية لا زالت
العتيق وتقنين عمل المساجد ،وكذا تأهيل وتطوير المؤسسة
تشكل مصدر اهتمام بالغ من جانب المصالح الأمنية.
الأمنية بغرض ضمان المكافحة الناجعة للمخاطر الإرهابية. وبلغة الأرقام والمؤشرات الإحصائية ،فقد مكنت يقظة
وقد نزعت المملكة المغربية نحو اعتماد التخصص في الأجهزة الأمنية والمقاربة الاستباقية الناجعة التي تنهجها
مواجهة الإرهاب؛ حيث تم إحداث المكتب المركزي للأبحاث المملكة المغربية منذ سنة 2002من تفكيك 219خلية إرهابية،
القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات وإحباط المئات من المشاريع الإرهابية ،مع حجز ترسانة مهمة
الداخلية) ،لضمان الفعالية في مواجهة المخاطر الإرهابية ،كما من الأسلحة والذخيرة ،والأجسام المتفجرة والمواد السامة.
اتلمم تعابحر اصليحندوسدنيدةا،تفالضًسا ًلفرعونوثتائطقويارلهمويختةب،راوتت اعلزيزشرالطمةرا اقلبعةلمفيية كما مكنت هذه الجهود منذ سنة 2016من توقيف 556شخًًصا
انخرطوا في مشاريع إرهابية فردية (من بينهم 62فرًًدا سنة 2020
والتقنية وتنشيط قنوات الاستعلام والاستخبار الجنائي. و 58سنة 2021و 63سنة 2022و 26إلى غاية نهاية يوليوز من سنة
لكن رغم كل النتائج المحققة ،تستمر التحديات والتهديدات
الإرهابية التي تحدق ببلادنا في التعاظم والتزايد ،خصوًًصا في ظل .)2023
تواتر دعوات تنظيم «داعش» المحرضة على استهداف المصالح وبالموازاة مع هذه الجهود الداخلية ،تواصل الأجهزة
الأمنية المغربية انخراطها الفعال في آليات التعاون الدولي
الحيوية المغربية. ضد الإرهاب ،مما مكنها من المساهمة في إفشال العديد
ويعزى هذا الاستهداف الممنهج إلى نجاح المغرب في من المشاريع الإرهابية في دول عربية وغربية ،من خلال تبادل
المساعي الدولية لمكافحة الخطر الإرهابي ،ولانخراطه الفعال محلكفثائفهال،ل ومهعلووالماشتياءلاالسذتخيباراجتيعة،لوالمقنياالممبغعرمبلياشرتيً ًمكاشإترستكراةتيمجًًيعا
والجدي في التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش ،مما بوأه
لرئاسة العديد من الاجتماعات والمنتديات الدولية ذات الصلة ،بما
فيها اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش المنظم بمدينة
مراكش في مايو ،2022واجتماع مجموعة التركيز الخاصة بإفريقيا
المنعقد في مارس ،2023وأشغال الدورة الثانية للاجتماع رفيع
المستوى لرؤساء وكالات مكافحة الإرهاب والأمن بإفريقيا في
يونيو .2023
كما تزايدت كذلك حدة هذه التهديدات والمخاطر بسبب
انزلاق الأوضاع الأمنية في العديد من دول محيطنا الإقليمي،
مما جعلها أرضية خصبة وسهلة للتنظيمات الإرهابية ،خصوًًصا
تنظيم «داعش» ،الذي لا يخفي مخططاته التخريبية الساعية
للتمركز في معاقل جديدة واستهداف المصالح المغربية.
كما تواجه المصالح الأمنية المغربية كذلك تحدًًيا جديًًدا
مرتبً ًطا بمخاطر «التطرف السريع» ،الذي تغذيه أسا ًًسا دعاية
التنظيمات الإرهابية عبر المنصات الرقمية ،والتي تتولى تلقين
الأتباع درو ًًسا عملية في أساليب القتال ،وكيفية استخدام
المتفجرات والسموم ،وكذا الاحتياطات الأمنية المعروف باسم
«الأمنيات» الواجب التقيد بها للتخلص من الملاحقات الأمنية
والقضائية.
فالنزوع السريع نحو التطرف ،والانتقال الفوري لتنفيذ العمليات
43